يتحرك عالم التسويق على نحوٍ يفوق سرعة الضوء، ففي العام الماضي، سَرَّعت جائحة كوفيد-19 وتيرة تبني التحوّل الرقمي في مجال التسويق على نحو فاق غيره من المجالات، ومع ذلك، في مطلع هذا العام، وقبل أن يتمكن خبراء التسويق من الاستفادة بأقصى قدر ممكن من تلك التحوّلات الرقمية، شهدت الشركات تراجعًا طفيفًا في التفاعل عبر العالم الافتراضي، بالتزامن مع انتهاء إجراءات التباعد الاجتماعي وانخفاض الأوقات التي يقضيها العملاء في المنزل. ولذلك، يُعد تحقيق السبق والصدارة على المنافسين أمرًا أساسيًا لتحقيق النجاح في عالم التسويق الذي يسير بخطى متسارعة، وللحفاظ على تفاعل الجمهور المستهدف.
وفي هذا السياق، ذكرت منصة “هاب سبوت” بضعة اتجاهات تسويقية محددة ستُهيمن على السوق في 2022، وسنُسلِّط الضوء على بعضها في هذا المقال، وبصفتك أحد العاملين في مجال التسويق، ينبغي عدم إغفال تلك الاتجاهات، للحفاظ على قدرتك على المنافسة داخل السوق. ويمكن تلخيص هذه الاتجاهات فيما يلي:
1. سيتحول التسويق عبر مؤثري وسائل التواصل الاجتماعي من كونه اتجاهًا جديدًا ليصبح أحد التكتيكات الأساسية في التسويق.
2. زيادة اعتماد المسوقين على مقاطع الفيديو القصيرة
3. ازدياد التركيز بصورة كبيرة على تحسين ملاءمة واجهات المواقع الإلكترونية للأجهزة المحمولة.
4. احتمالية فقدان المحتوى المؤقت على وسائل التواصل الاجتماعي لأهميته بالمقارنة بالمنشورات الدائمة.
5. ستُوجه الشركات الأولوية إلى أنشطة المسؤولية المجتمعية.
6. تزايد عدد الشركات التي تستعين بتحسين محركات البحث لجذب عدد أكبر من الزائرين إلى مواقعهم.
1. سيتحول التسويق عبر مؤثري وسائل التواصل الاجتماعي من كونه اتجاهًا جديدًا ليصبح أحد التكتيكات الأساسية في التسويق.
حظي اتجاه التسويق عبر مؤثري وسائل التواصل الاجتماعي بدعم ورعاية كثير من العاملين في مجال التسويق لكونه اتجاهًا تسويقيًا جديدًا وجذابًا، إلا أن الوقت قد حان لاعتماده أحد التكتيكات التسويقية الأساسية، وليس مجرد نمط عابر سيتلاشى بمرور الوقت،
وفقًا لاستطلاع رأي أجرته منصة “هاب سبوت”، يخطط 34% من المُسوِّقين حول العالم للاستثمار في أسلوب التسويق عبر مؤثري وسائل التواصل الاجتماعي في 2022، ما يجعله الاتجاه الأبرز بين قائمة الاتجاهات الأخرى في عالم التسويق مثل تصميم مواقع إلكترونية مخصصة لمستخدمي الأجهزة المحمولة، والتسويق عبر مقاطع الفيديو القصيرة، بينما يستخدم 57% من المُسوِّقين هذا الاتجاه التسويقي بالفعل، وينوي 46% زيادة إنفاقهم عليه في 2022، وإضافة إلى ذلك، يقول 11% من المُسوِّقين إنه الاتجاه التسويقي الذي يُحقق أفضل عائد على الاستثمار من بين الاتجاهات الأخرى، من واقع تجاربهم.
لماذا ومتى أصبح التسويق عبر مؤثري وسائل التواصل الاجتماعي تكتيكًا أساسيًا في التسويق؟ يملك مؤثرو وسائل التواصل الاجتماعي قاعدة متابعين خاصة بهم، ولديهم خبرات في المجالات أو الموضوعات التي يعملون بها وكذلك في المنصات التي يستخدمونها، وحينما يتعاون المُسوِّقون مع رواد الفكر والمؤثرين في نفس المجال الذي يعملون فيه، فإن ذلك يمكنهم من زيادة الوعي بعلامتهم التجارية وكسب جمهور من متابعي هؤلاء المؤثرين إذ تبوأ هؤلاء المؤثرون مكانة الخبراء المتخصصين في مجالاتهم، ما يُفسر ازدياد أهمية دورهم حاليًا في تحويل العملاء المحتملين إلى عملاء دائمين، والتواصل مع الجمهور المستهدف، وتعزيز الوعي بالعلامات التجارية.
نصيحة احترافية: عند اختيار المؤثر الأمثل للعلامة التجارية، قد يميل بعض المسوّقين إلى التركيز على عدد المتابعين بوصفه المعيار الرئيسي للاختيار، إلا أنه لا ينبغي إغفال التأثير الفعلي، الذي يتمثل في معدلات التفاعل (عدد النقرات والاشتراكات ومرات الشراء).
2. زيادة اعتماد المسوقين على مقاطع الفيديو القصيرة
في ضوء استثمار ما يزيد عن 31% من المُسوِّقين حول العالم في محتوى مقاطع الفيديو القصيرة، فإنها تُعَد ثاني أكثر الاتجاهات الفعَّالة التي يَتَّبِعها المُسوِّقون حاليًا، بحسب تقرير منصة “هاب سبوت”، وبالنظر إلى أداء هذا الاتجاه وقدرته على جذب الانتباه، يرى 46% من المُسوِّقين أن نهج التسويق عبر مقاطع الفيديو القصيرة يؤتي ثماره، بينما ينوي 89% منهم إما مواصلة استثمارهم في هذا النهج أو زيادة استثمارهم فيه في عام 2022.
وعلاوة على أن مقاطع الفيديو القصيرة تستهلك حجمًا أقل من البيانات، فهي أيضًا مناسبة بدرجة أكبر لقِصَر فترة انتباه الجمهور عبر الإنترنت بمختلف فئاته، وهذا ما يُعَد العامل الأساسي، على الأرجح، الذي حفَّز نمو حجم انتشار وازدياد الاهتمام التسويقي بمنصات مثل “تيك توك” و”ريلز” على “فيسبوك” و”إنستغرام”، و”سناب شات”.
3. ازدياد التركيز بصورة كبيرة على تحسين ملاءمة واجهات المواقع الإلكترونية للأجهزة المحمولة
يأتي أكثر من نصف معدلات زيارات المواقع سنويًا عبر الأجهزة المحمولة واللوحية – لا عجب في ذلك، إذ يحب العملاء من جيل Z قضاء مزيدٍ من الوقت على هواتفهم المحمولة، ومن ثَمّ، يحظى تحسين ملاءمة المواقع للأجهزة المحمولة بأهمية حيوية للمسوقين للاستمرار في حلبة المنافسة.
وتتزايد أهمية التجارب الرقمية الملائمة للأجهزة المحمولة لأي صاحب عمل يستهدف تسويق علامته التجارية لهذه الأجيال التي تتسم بنمط سريع وتواجد شبه دائم على شبكة الإنترنت، مع ازدياد القوة الشرائية لفئات مختلفة من جيل الألفية.
نصيحة احترافية: عند وضع استراتيجية تسويقية، ينبغي الأخذ بعين الاعتبار تجارب مستخدمي الأجهزة المحمولة، لا على مواقع العلامات التجارية فحسب، بل أيضًا على البريد الإلكتروني.
4. احتمالية فقدان المحتوى المؤقت على وسائل التواصل الاجتماعي لأهميته بالمقارنة بالمنشورات الدائمة.
المحتوى المؤقت:هو المحتوى الذي يختفي عادةً بعد مرور 24 ساعة، إن لم يُحفَظ في الأرشيف، مثل القصص على منصة “إنستغرام”.
المنشورات الدائمة: هي المنشورات العادية ومقاطع الفيديو، والفعاليات الحية، التي يُمكن مشاهدتها مجددًا بعد مرور أيام من ظهورها على صفحة آخر المنشورات على المنصة.
يُظهر استطلاع “هاب سبوت” أن المُسوِّقين حول العالم يميلون إلى إيلاء بعض الأفضلية إلى المنشورات الدائمة مقارنة بالمحتوى المؤقت.
ووفقًا للاستطلاع، يقول 8% من المُسوِّقين إن المحتوى الدائم على وسائل التواصل الاجتماعي يُدِر أعلى عائد على الاستثمار، مقارنةً بتكتيكات التسويق الأخرى، بينما يخطط 44% لزيادة استثماراتهم في هذا الاتجاه، وفضلاً عن ذلك، يخطط 37% من المسوّقين لتخفيض حجم استثمارهم في المحتوى المؤقت.
5. ستُوجه الشركات الأولوية إلى أنشطة المسؤولية المجتمعية
لا يخفى على أحد أن برامج المسؤولية المجتمعية للشركات ترفع المعنويات، وتزيد من مساهمة العلامات التجارية في تحسين المجتمعات التي تعمل داخلها، ولكن هل تساعد في تعزيز التفاعل مع حملات التسويق؟
لا يزال 45% من المُسوِّقين يرغبون في توجيه إنفاقهم نحو المسؤولية المجتمعية على مدى العام المقبل، وإن كان 31% منهم يرى أنها ليست فعَّالة في تعزيز أداء الحملات التسويقية أو جذب التفاعل معها.
ولكن لماذا تُعطى الأولوية على الرغم من فعاليتها الضئيلة في توليد التفاعل؟ لأن المسؤولية المجتمعية والأخلاقيات والشفافية هي أمور تحظى بأهمية جوهرية لعملاء هذا العصر في ظل الظروف القائمة.
6. تزايد عدد الشركات التي تستعين بتحسين محركات البحث لجذب عدد أكبر من الزائرين إلى مواقعهم
على الرغم من أن تحسين محركات البحث ليس مفهومًا جديدًا على المُسوِّقين، إلا أن أساليب التسويق الحديثة تعمل على نحو متزايد على دمج تكتيكاته فيها، ويشير 28% من المُسوِّقين إلى أنهم يعتمدون على تحسين محركات البحث في الوقت الحالي، ويرى 49% من هؤلاء المسوّقين أن هذه الطريقة التسويقية تلقى رواجًا كبيرًا، فيما ينوي 84% من المُسوِّقين مواصلة استثمار المبالغ نفسها أو زيادة استثماراتهم في تحسين محركات البحث في 2022.
اقرأ أيضًا: A QUICK GUIDE TO GOOGLE’S SEARCH ENGINE RESULTS PAGE (SERP)
لا تنس تطبيق أبرز المرئيات الواردة في بحثنا حول الاستراتيجية التسويقية على علامتك التجارية، ويُرجى متابعة مدونتنا لقراءة المزيد عن الموضوعات المماثلة. قم بمتابعة مدونتنا لقراءة المزيد عن الموضوعات المماثلة.